ووريور، الحصان الذي لا يُقهر

 

جاك سيلي وووريور

"سرج النجاة" – قصة ووريور، الحصان الذي لا يُقهر (قصة واقعية)


في عام 1914، مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان الجنود يستعدون لخوض معارك طاحنة، ولم يكن البشر وحدهم من تحملوا أهوالها، بل شاركتهم فيها الخيول أيضًا. من بين آلاف الخيول التي أُرسلت إلى الجبهة الغربية، برز اسم الحصان ووريور الذي أصبح رمزًا للصمود والشجاعة


كان ووريور ملكًا للجنرال البريطاني جاك سيلي، الذي أخذه معه إلى الحرب ليكون رفيقه في المعارك. عبر ووريور ساحات القتال الموحلة، وشق طريقه وسط نيران المدافع وقذائف المدفعية التي كانت تمزق الأرض من حوله. نجا من معركة السوم الدامية، وعبر خطوط النار في معركة أميان، حيث قاد القوات البريطانية نحو النصر في واحدة من أكثر المعارك حسماً في الحرب.


ما جعله مميزًا لم يكن مجرد بقائه على قيد الحياة، بل شجاعته الفريدة. بينما كانت الخيول الأخرى تصاب بالذعر من أصوات القنابل والانفجارات، كان ووريور يواصل التقدم بثبات، وكأنه مدرك تمامًا للمهمة التي يحملها على عاتقه. حتى عندما أصيب بجروح طفيفة، لم يمنعه ذلك من الاستمرار.


عندما انتهت الحرب عام 1918، عاد ووريور إلى موطنه في إنجلترا، حيث عاش حتى بلغ 33 عامًا. بعد وفاته، كُرم ووريور بجائزة "ديكين ميدال"، وهي أرفع وسام شرفي يمكن أن يُمنح لحيوان خدم في الحرب. بفضل شجاعته، استحق لقب "الحصان الذي لم يُقتل أبدًا"، ليصبح رمزًا خالدًا للبسالة والصمود.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الحلقة الثالتة : الملف التقني لسلالة الخيول شير (Shire Horse)

معجزة في مضمار السباق

برنامج النسخة الـ 32 لكأس رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة لعام 2025

الفريسيان - فخر الخيول الهولندية

الجزء الأول : مقدمة عن الخيل العربية وتاريخها

الجزء الرابع : أشهر فرسان العرب وارتباطهم بخيولهم

الجزء الخامس : الخيول المشهورة في المعارك والغزوات عند العرب